انفاس حواء

انفاس حواء (https://anvash.com/index.php)
-   المنتدى الإسلامي العام (https://anvash.com/forumdisplay.php?f=5)
-   -   فتش عن مساحة الجوع في قلبك! (https://anvash.com/showthread.php?t=469)

سڪون الروح 10-18-2017 03:29 AM

فتش عن مساحة الجوع في قلبك!
 

https://fc06.deviantart.net/fs70/f/20...ey-d7hd6k5.png
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحان الله, الحمد لله, لآ إله إلا الله, الله أكبر
سبحان الله, الحمد لله, لآ إله إلا الله, الله أكبر
سبحان الله, الحمد لله, لآ إله إلا الله, الله أكبر

» ▀ ▄

إذا ذُكر الجوعُ فلا يكاد ينصرف الذهنُ إلا للجوع المعروف .. لكن ثمة نوعٌ مِن الجوع أشارت له النصوصُ النبوية،
والآثارُ المنقولة عن السلف رحمهم الله، تكشف مظهراً من مظاهر عنايتهم بسدّ هذا النوع من الجوع، الذي ابتُلي به
أكثرُ الخلق، لكنهم لا يشعرون به! لفقدِ أو ضعفِ الداعي لهذا الشعور؛ وهو: حياة القلب، واستنارته بنور الوحي.
كمّ مرّ على مسامعنا هذا الدعاءُ النبوي العظيم: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع،
ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها»(صحيح مسلم)، فتأمل "ومن نفس لا تشبع"، إنه حديثٌ عن القلب
إذا جاع وتطلعت نفسُه لحطام الدنيا؛ فيجمع ويجمع حتى لا يُوقِف جمعَه هذا إلا اصطدامُه بجدار الموت!



ويلفتُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم النظرَ إلى هذه الحقيقة بأسلوب آخر، حين أوصى تاجراً من تجار المسلمين
وهو حكيم بن حزام ـ فيقول له: «يا حكيم! إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه،
ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى» (رواه البخاري)،
إنه تحذيرٌ غير مباشر من الوصول إلى تلك الحال التي تعوّذ منها صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق،
ألا وهي : ظهور أعراضِ هذا الجوع القلبي بالاستشراف والتطلُّع للمال، فهو جوعٌ دائمٌ "يأكل ولا يشبع"! ومن تأمل

هذه الحال؛ عرف ورأى أعراضَ هذا الجوع على أحوالِ كثيرٍ من الناس الذين أقْفرت قلوبُهم من كنز "القناعة"،
وتعطَّلت عندهم حاسةُ ذوقِ لذة "الكفاف"، فتلاشت أو أوشكت أن تتلاشى من حياتهم جماليةُ صورة "الفلاح"،
تلك الثلاثُ التي جمعها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنَّعه اللهُ بما آتاه» (مسلم).


وثمة جوعٌ لا يُشبهه جوعٌ، ألا وهو: جوعُ القلب من لذة القرآن، وتدبُّر آياته، والعيش معه، والأنس بمناجاة الله
بكلامه، والتلذذ بخطابه جل جلاله، وإلى هذا المعنى يُشير الخليفةُ الراشد أميرُ المؤمنين عثمان رضي الله عنه بقوله:
"لو صحّت قلوبُكم ما شبعتم من كلام الله"! ( الزهد لأحمد بن حنبل، رقم (680)، وفي سنده انقطاع)
فلنتأمل هذه الكلمة، ثم لنفتِّش عن مساحة الجوعِ التي تحتل قلوبَنا
! ولنفكر في السبب الذي لأجله لا يستطيع
الواحدُ منّا أن يُمسك المصحفَ سويعةً من زمن، أو يبقى معه وقتاً يليق به! أو يشعر بالمجاهدة العظيمة ـ وكأنه
يحمل أثقالاً ـ إذا ابتدأ بتلاوته! إنه مرضٌ أصابَ القلبَ واعتلّ معه اعتلالاً جعله يشعر بالشبع من أول وجه يقرؤه،
ولا يشعر بالجوع والألم عندما يفوته حزبُه منه!



وفي الجملة.. فإن جوع القلوب حالٌ تَعرِض لكل أحد، لكن الشأن بالشعور بهذا الجوع والألم، الذي يدفع
لسدِّ جوعتِه، كما يحرص الإنسانُ على سدِّ جوعة البدن, ومتى ما شعرنا بالجوع، فتلك بدايةُ التصحيح، فمَن
جاع بحث عما يسدُّ جوعتَه، ومَن لم يشعر فليبحث عن قلبه،

» ▀ ▄

وليتذكر أن القلبَ فيه شعثٌ "لا يلمّه إلا الإقبالُ على الله، وفيه وِحشة، لا يزيلها إلا الأنسُ به في خلوته،
وفيه حزنٌ لا يُذهبه إلا السرورُ بمعرفته وصِدْق معاملته، وفيه قلقٌ لا يُسكّنه إلا الاجتماعُ عليه، والفرارُ
منه إليه، وفيه فاقةٌ لا يَسدُّها إلا محبتُه، والإنابةُ إليه، ودوامُ ذِكره، وصدقُ الإخلاص له، ولو أُعطي
الدنيا وما فيها لم تُسَد تلك الفاقةُ منه أبداً"(مدارج السالكين).

د_عمر المقبل

هــدوء 10-18-2017 05:54 AM

بارك الله فيك

مرجانة 10-18-2017 09:07 AM

كلام معقول و منطقي
نحتاج فعلا للتفتيش و التنقيب عما ينقص بذاتنا
و من كل الجوانب و في كل ركن و زاوية
مثلما نفعل بمنازلنا و مصالحنا
إن هذا الجوع لو أدركناه لولد لنا شبعا يوم تحشر الخلائق و النفوس شاردة
تبحث عما يسكت صرير جوعها و الزاد قليل أو منعدم
هو حالنا بالدنيا و سعينا الحثيث وراء طلباتها التي لا تنتهي
هدانا الله و وفقنا لإدراك ما تبقى لنا إنه خير مسؤول
باركك الله أخية وشرح صدرك لمرضاته سبحانه

وسطى 10-18-2017 04:22 PM

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
صلوات ربي و سلامه عليه و آله و صحبه أجمعين
نعوذ بالله من كل ذلك و نسأل الله لذة الطاعة و قرة عين بها
جزاك الله خيرا و رضى عنك و بارك فيك لما طرحتِ

بيتي سر سعادتي 10-19-2017 05:14 PM

الله المستعان
شكري

سڪون الروح 10-19-2017 07:18 PM

شكرا لمروركن العطر ودعواتكن الطيبة أخواتي في الله
جزاكن الله خيرا

حلوم 10-20-2017 11:49 AM

إذا هيك نحن جوعانين كتير كتير
الله يهدينا و يصلح بالنا
و ربي يجزاكي الخير يا أختي


الساعة الآن 11:49 AM.

جميع الحقوق محفوظة, المشاركات في المنتدى تعبر عن راي الكاتبة وليس الموقع بشكل عام