عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-19-2017, 03:27 AM
سڪون الروح سڪون الروح غير متواجد حالياً
إداريـة
 

معدل تقييم المستوى: 10
سڪون الروح is on a distinguished road








Story هكذا الرفقاء وإلا فلا

 



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

يقال ..
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه .. فكل قرين بالمقارن يقتدي
ما أجمل أن يكون للمرء صديق يأخذ بيده في طريق الخير
يتناصحان يتعاونان ويصبر بعضهم بعضا إلى أن يكونا رفقة في الجنة
جعلني الله وإياكن منهم ،في الدنيا رفقة على الخير وفي الآخرة تحت ظل العرش,

يقول مخول ابن راشد النهدي جاءني بهيم العجلي فقال لي :
هل تعلم لي أحد من جيرانك أو إخوانك يريد الحج ترضاه أن يرافقني ( يعني اريد رفيق في الحج
قلت نعم فذهبت إلى رجل من الحي له صلاح ودين فجمعت بينهما فاتفقا على المرافقة

( الرفيق قبل الطريق ) ثم ذهب بهيم إلى بيته ، فلما كان بعد حين أتاني الرجل فقال يا هذا أحب
أن تصرف عني صاحبك وتطلب له رفيقا غيري فقلت ويحك لما ؟! ف والله ما أعلم في الكوفة
له نظيرا في حسن الخلق و الإحتمال، ولقد سافرت معه وركبت معه البحر فما رأيت منه إلا خيرا ..
قال : ويحك أخبرت أنه طويل البكاء لا يكاد يفتر فهذا سينغص علينا العيش ويفسد علينا سفرنا
قال قلت : ويحك إنما يكون البكاء أحيانا عند التذكر يرق القلب فيبكي الرجل أوما تبكي أحياناً ؟
قال بلى ولكنه قد بلغني عنه أمر عظيم جدا من شدة بكائه ، قال قلت : اصحبه لعلك تنتفع بمرافقته
قال : سأستخير الله ..


فلما كان يوم السفر جيء بالإبل وأخذوا يستعدون ، .. فجلس بهيم في ظل الحائط فوضع يده تحت لحيته
وجعلت دموعه تسيل على خديه ثم على لحيته ثم على صدره ، يقول مخول : حتى والله رأيت دموعه
على الأرض ، قال فقال لي صاحبي : يا مخول لقد ابتدأ صاحبك ولن أرافقه ..
قال قلت إرفق به لعله ذكر عياله ومفارقتهم فبكى من أجل ذلك ، فسمع بهيم ما قلت فقال : والله يا أخي
ما هو ذاك .. ولكني ذكرت بهذه الرحلة, الرحلة إلى دار الآخرة .. ثم على صوته بالبكاء والنحيب
قال فقال لي صاحبي : والله ماهي بأول عداواتك لي أو بغضك إياي , مالي أنا وبهيم ! أما كان ينبغي
أن ترافق بين بهيم وبين ذواد وداوود الطائي وسلام أبي الأحوص ، حتى يبكي بعضهم إلى بعض
حتى يشتفوا أو يموتوا جميعا ..

يقول مخوَل : فلم أزل بصاحبي أقنعه وأقول له لعلها خير سفرة ستسافرها ، فوافق قال وكان صاحبي
هذا رجلا صالحا يطيل البقاء في الحج من أجل أنه كان رجلا تاجرا مُسرا مقبلا على شأنه ولم يكن
صاحب حزن ولا بكاء قال وكل هذا الكلام بيني وبين صاحبي لا يعلم به بهيم ، ولو علم منه شيئا
ما صحبه قال : فخرجا جميعا حتى حجا ورجعا ، وكان بعد عودتهما لا يفارق أحدهما صاحبه ولا
يرى له أخا غيره ! .. يقول مخوَل : فلما جئت أسلم على جاري قال : جزاك الله عني خيرا والله ما
ظننت أن في الخلق مثل أبي بكر الصديق رضي الله عنه حتى عرفت بهيما ..

كان والله يتفضل علي في النفقة وهو مُعدم وأنا مُسِر ، ويتفضل علي في الخدمة وأنا شاب أقوى

منه وكان يطبخ لي وانا مفطر وهو صائم ، قال فقلت: فكيف كان أمرك معه في الذي كنت تكرهه
من طول بكائه قال : ألفت والله ذلك البكاء وسر ورق له قلبي حتى كنت أساعده عليه حتى تأذى بنا
أهل الرفقة ..قال ثم والله لقد ألفوا بكائنا فجعلوا إذا سمعونا نبكي بكوا وجعل بعضهم يقول لبعض
ما لذي جعل هؤلاء أولى بالبكاء منا والمصير واحد ؟ لماذا هم يبكون ويتفكرون ونحن لا نتفكر ،
فجعلوا يبكون ونبكي ف والله رجعت بغير القلب الذي ذهبت به فجزاك الله عني خيرا ما وجدت مثل
بهيم والله ما وجدت صاحبا مثله قال : ثم خرجت من عنده ثم أتيت بهيما فسلمت عليه فقلت كيف
رأيت صاحبك ؟ قال : كخير صاحب كثير الذكر طويل التلاوة للقرآن سريع البكاء غزير الدمعة
محتمل لهفوات الرفيق ، فجزاك الله عني خيرا يا مخوَل هكذا الرفقاء وإلا فلا .

مما سمعت للشيخ خالد الراشد جزاه الله خيرا
رد مع اقتباس