انفاس حواء

انفاس حواء (https://anvash.com/index.php)
-   الفتاوى الشرعية (https://anvash.com/forumdisplay.php?f=62)
-   -   في حكم إقامة و حضورِ حفلِ زواجٍ بقاعة الأفراح (https://anvash.com/showthread.php?t=806)

مرجانة 03-14-2018 02:51 PM

في حكم إقامة و حضورِ حفلِ زواجٍ بقاعة الأفراح
 
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...vSTt5YqtNsH3xv




السؤال:


ما حكمُ إقامةِ الأعراس بقاعات الأفراح؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فإنَّ إقامةَ الأفراحِ والأعراسِ واختيارَ الأمكنةِ الأَنْسَبِ لها يدخل في حكم العادات، و«الأَصْلُ فِي العَادَاتِ العَفْوُ وَالإِبَاحَةُ»؛
فلا يُحْظَر منها إلَّا ما حرَّمه اللهُ تعالى، وإلَّا دَخَلْنا في معنى قوله تعالى:

﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٖ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامٗا وَحَلَٰلٗا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ ٥٩﴾ [يونس]
ولا يُعْدَل عن هذا الأصلِ إلَّا إذا اقترن به محذورٌ شرعيٌّ يَرْجِعُ إلى وجودِ اعتقادٍ فاسدٍ، أو يخالِف حكمًا شرعيًّا ثابتًا، أو يُلْحِق ضررًا آكِدًا أو متوقَّعًا.

ولَمَّا كانت مُعْظَمُ قاعاتِ الحفلات والأفراحِ وعاءً لمَفَاسِدَ خُلُقيَّةٍ مِن العُرْيِ والتبرُّج والرَّقص الفاتن الموروثِ مِن تقاليدِ أهلِ الكُفر والضلال وغيرِها، فضلًا عن المُجاهَرة بالسوء والإضرارِ بالناس، وما يَلْمِزُ به أصحابُ هذه القاعات ـ بلسان حالهم ـ المتورِّعين عن سماعِ مزاميرِ الشيطان وأصواتِ المَلاعينِ مِن أعوانه مِن المغنِّين والمغنِّيات مِن غيرِ احترامٍ ولا مبالاةٍ، لِيَغِيظُوا بها أهلَ الإيمان والالتزامِ والتقوى؛ فإنَّ استئجارَ هذه القاعاتِ ـ مع تضمُّنها للمساوئ السالفةِ البيانِ ـ وانتيابَها مِن قِبَل المستقيمين لَهُوَ تزكيةٌ لأهل الفجور والفسوق، ومُبارَكةٌ لهم على صنيعهم، وتقويةٌ لهم على المَزيد مِن الرذائل واستمرارِ نشرِها بين الناس،


وهذا تعاونٌ يأباه الشرعُ وينهى عنه، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٢﴾ [المائدة].

لكن إذا وُجِدَتْ قاعاتٌ للاستراحة والأفراحِ غيرُ مُشْتَهِرةٍ بمثلِ هذه القبائحِ وَخَلَتْ منها فيبقى حكمُ العادةِ فيها سارِيَ المفعول وهو العفوُ والإباحة ـ كما تقرَّر سابقًا ـ.

  

في حكم حضورِ حفلِ زواجٍ بقاعة الأفراح


السؤال:

دَعَاني أهلُ زوجتي إلى حضورِ حفلِ زواج أخيها الذي سيُقامُ في قاعة الأفراح، وسيكون فيه تبرُّجٌ وغناءٌ وغيرُهما مِنَ المنكرات؟ وأخاف ـ إِنْ لم أذهب ـ أَنْ يطالبوني بالطلاق وأَنْ يُنْهوا عقدَ إيجارِ البيت الذي اكتريتُه منهم؛ فماذا تنصحونني. وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فقَدْ تقدَّم وأَنْ أجبتُ عن حكمِ إقامة وليمة العرس بقاعة الأفراح، ويمكن مراجعةُ الفتوى على الموقع
و الفتوى الأولى تشرح هذا

أمَّا مَنْ خَشِيَ ترتُّبَ المفاسد المذكورة وغَلَب على ظنِّه تحقُّقُها إِنْ لم يُلَبِّ الدعوةَ فله أَنْ يسبق موعدَ حفلِ الزواج قبل ذهابهم إلى قاعة الأفراح مُرْفَقًا بهديَّةٍ تُثْلِج صدرَ العريس في حدودِ إمكانياته المادِّيَّة.

فإِنْ كان هذا الأمرُ يصعب تحقيقُه، وضَعُفَ موقفُه الشرعيُّ أمامَ الضغظ العائليِّ، وأُجْبِرَ على حضورِ محلِّ الحفل والدعوة؛ فإنه يسعى جاهدًا في الانصراف مع أوَّلِ فرصةٍ سانحةٍ، مع عدم الرضا بما في قاعة الأفراح مِنْ منكراتٍ، وكراهةِ ما يحدث فيها مِنْ حفلاتٍ موسيقيةٍ بمزامير الشيطان،

وما يصحبها مِنْ رقصٍ واختلاطٍ ونحوِ ذلك؛ فإنَّ الكاره للمعصية والناكرَ للخطيئة معدودٌ كالغائب عنها ولا يلحقه إثمُها؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الْأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا ـ وَقَالَ مَرَّةً: أَنْكَرَهَا ـ كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا»

أخرجه أبو داود في «الملاحم» باب الأمر والنهي
مِنْ حديثِ العُرس بنِ عَمِيرة الكنديِّ رضي الله عنه. وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع»
والعلم عند الله تعالى،

وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الشيخ محمد علي فركوس الجزائري رعاه الله

       

بنت الهدى 03-14-2018 03:16 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرا أختي مرجانة
وجزى الله الشيخ خيرا
الحمد لله ونسأل الله عز وجل ألا يُضيَّقَ علينا يوما هكذا
وأن يهدينا جميعا ويردنا للحق ردا جميلا

كنتُ بحاجة إليها شكرا لكِ أُخيتي ^^

معالي 03-14-2018 05:12 PM

جزاك الله خيرررا

حلوم 03-15-2018 01:22 PM

جزاكي الله خيرااا
كتير الموضوع مهم و نحن على ابواب الصيف و.كتر الآعراس
ألله يهني الجميع

سڪون الروح 03-19-2018 07:19 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا مرجانة للطرح القيم والنافع
نسأل الله أن يصلح حال المسلمين ويردهم إليه ردا جميلا
ويصرف عنا كل فتنة وظلالة وما يدعو إليها
جزى الله الشيخ خيرا ونفع بعلمه



الساعة الآن 01:21 AM.

جميع الحقوق محفوظة, المشاركات في المنتدى تعبر عن راي الكاتبة وليس الموقع بشكل عام