|
حفّاظ القرآن بين الأمس واليوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من المواقف المثيرة للتأمل والإعجاب أن القرآن نفسه لم يُجْمَع في المصحف إلا لأن حفظة القرآن كانوا يتناقصون! لماذا يتناقصون؟! لأنهم مبادرون إلى العمل، إلى التضحية والفداء، سبَّاقون إلى مواطن الخطر! في معركة اليمامة، التي هي أقوى معارك الردة وأشدها خطرا، استشهد نحو 400 حافظ للقرآن، فكان هذا هو النذير الذي نبَّه القيادة الإسلامية إلى ضرورة جمع القرآن. تخبرنا كتب التاريخ أن أبا حذيفة بن عتبة كان ينادي في الناس يوم اليمامة "يا أهل القرآن، زيِّنوا القرآن بالفِعال".. وكان الصحابة يثبتون بعضهم بعضا بما يشتركون فيه من حفظ القرآن، فيقولون "يا أصحاب [سورة] البقرة"! وأَجَلُّ هذه المشاهد، حين قيل لسالم مولى أبي حذيفة: أتَخْشَى أن نُؤْتَى من قِبَلِك؟ فقال: بئس حامل القرآن أنا إذن! كان سالم يعرف أن حامل القرآن يجب أن يسد ثغره ويؤدي مهمته على خير وجه!! وقد استشهد في هذه المعركة سالمٌ وأبو حذيفة، وكانا منذ الجاهلية أخوين متصافيين متحابين، حتى إن أبا حذيفة اتخذه ولدا ونسبه إليه في الجاهلية، فصار يقال: سالم بن أبي حذيفة. حتى أبطل الإسلام التبني فعاد يُقال: سالم مولى أبي حذيفة. هذا الارتباط بين العلم والعمل من أكثر ما نفقتده في أحوالنا الآن! ترى لو كان حفظة القرآن في صدر الإسلام من أهل المجالس والتعليم والإقراء فحسب، ما كان ليفكر أحد في جمع القرآن مكتوبا مسطورا، بل ولربما ظننَّا واستقر في عقولنا وديننا أن هذا هو دور الحفاظ والعلماء في الحياة.. أن يُعَلِّموا ويُخَرِّجوا الطلاب ويُوَرِّثُوا العلم فحسب.. كنا سنعيش في عصر المصاحف البشرية المتنقلة لا المصاحف المكتوبة.. لكن سيرة أسلافنا أبْقَتْ لنا المصاحف المكتوبة شاهدة على سيرة الحفظة الأوائل الكبار! فإذا نظرتَ إلى كل مصحف مكتوب، وفَكَّرتَ كيف كان أول هذا المصحف، تَذَكَّرْتَ أنه إنما كُتِب، لأن الحفظة كانوا يذهبون في مواطن الكفاح والتضحية! م. محمد إلهامي |
بارك الله فيك على النشر
ملام في الصميم هجرناه فهجرتنا البركة في الوقت ربنا يلطف بنا ان شاء الله اللهم اني اسألك ان نكون من حفظة القران |
آمين
جزاك الله خيراً |
| الساعة الآن 07:12 PM. |
جميع الحقوق محفوظة, المشاركات في المنتدى تعبر عن راي الكاتبة وليس الموقع بشكل عام