
في كل يوم يمر علينا نجد لنا عبرة و أثرا ممن رحلوا وتركوا العالم يفتقدهم و أحبتهم و نحن نصارع لوعة الفراق
فالموت لا حيلة للبشر فيه و هم لا يتدبرون القوة التي تجريه و حين تبلغ الروح التراق و يكون النزع الأخير و السكرات المذهلة
ساعتها ستنقضي نفسك و نفسي عن الدنيا كلها بعدما أعطانا الله دفترا بالحياة تحت عنوان :العمر
و حين احتضارنا و يتلفت الحاضرون حولنا و لا يستطيعون لنا شيئا و يتلمسون حيلة أو وسيلة لإستنقاذ أرواحنا و لكن هيهات
ساعتها تبطل كل الحيل و تغيب كل السبل فتأملي أختاه وضعك آنذاك إذ تبين طريقك و التفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق
و إلى ظلمة القبور و اهوالها و ضيقها فما تسع إلا بعملك
و زادك و صالحا قدمته لآخرتك
فمشهد الموت مفزع مخيف و لا مفر منه و قد وضح هذا تبارك وتعالى في قوله "
{ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ} [78].النساء
فكم من صاحب كنا نأنس لقربه و نستمتع بحديثه هو الآن في غياهب الأرض و ديجور الثرى
فقد أضحينا في كل ساعة نشيع غاديا إلى ربه فنبكي للحظات أو لأيام
و لكننا نرجع للغفلة و النسيان
نرجع لمصاحبة الشيطان و إطالة الأمل و الركض وراء ملذات بلا عنوان
و إلى رحلة الدنيا و أحلامها التي لا تنتهي و ليس للنفس فيها إلا ما كتب الله
فالله الله في دفتر أيامك أختاه راجعي صفحاته و التفتي لما بقي منها و أنشئي عليه صفحة جديدة خطي بها
الصلاة بوقتها بخشوع و تعطيها حقها الكامل دون اشتغال بغيرها
قراءة القرآن الكريم و ورد يومي مهما كانت ظروفك و قدميه
على ما برمجت بيومك
استغفري الله من زلات لسانك و جددي التوبة معه
تهجدي بالليل و العالم كله يغط في نوم عميق و اجعلي لقاءا لك مع الله و تقربي منه و اسأليه الثبات إلى يوم الدين
إقرئي أسماء الله الحسنى واحفظيها و احفظي معناها
فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة".
وجوب حفظك للأصول الثلاثة و شروط لا إله إلا الله و لن تأخذ من وقتك الكثير لكنها تكسبك أجرا كبيرا
راجعي الكتب الشرعية فإنها تجعل من قلبك متعلقا بالله على الدوام واستمعي للذكر و الدروس الشرعية والمواعظ
تذكري دوما أن الله يراك فمن نسي الله تعالى انساه نفسه في الدنيا ونسيه في العذاب يوم القيامة قال تعالى )
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "125-126-127-سورة طه
الأذكار اليومية هي حماية لك من أذية الإنس والجان و هي العلاج الشافي الذي سخره الله لك و لأهلك حتى تبقين بصحة جيدة لتعبديه
عبادة حقة وعلى الوجه الذي يرضيه عنكـ و يقربك من الجنة منزلا
تعرفي عبر الأحاديث النبوية و كتب تفسير الذكر عن
سبل التعبد و جلب الخير لك و لأهلك بالدنيا و الآخرة
جددي العهد مع الله و راقبي دفتر الحياة يوميا و في كل ساعاتك
علها تكون آخر الساعات و أبرز اللحظات بعمركـ
وقفة لي و لكـــ بقلمي
التعديل الأخير تم بواسطة مرجانة ; 10-05-2017 الساعة 05:05 AM