العلاقات العاطفية و انجراف المشاعر نحو الهلاك

[مرجانة]

 

السلام عليكم ورحمة الله



-الحب هو مشاعر وأحاسيس متداخلة ببعضها يكنها المرء لأي كان
-ومن شارعنا الحكيم الأولى بنا محبة الله ورسوله الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم :: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)). وأخرجه الإمام أحمد في مسنده.
-وقد صرف ضعاف القلوب هذا الحب وحللوه وإمتهنوه فأصبح عشقا و ولعا وهياما إستحوذ على أفئدتهم ونخر عقولهم وأضرم النار بها ,فأبعدهم بذلك عن الدين القويم بعد المسلم عن الجاهلية ,و راحوا يحملون شعار الحب بمفهوم منكر ينافي لغته وإصطلاحه.

-ونجد علاقة الشاب بأخيه والشابة ببنات جنسها علاقة عنوانها الصداقة ومحتواها الفساد لفساد أساس الحب بها,لعدم خضوعها لضوابط شرعية
تغذيها من بدايتها لنهايتها:
فما كان لله دام وإتصل وما كان لغيره زال وإنفصل.

-والحب الفاسد أو بتعبير أدق العشق الشيطاني رغم سهولة بدايته إلا أن نهايته إنتكاس للعاشق ,ولهذا كان بعض السلف يستعيذ بالله من هذا الوباء و ما ينجر عنه فهو إفراط في الحب في أوله وعبودية للمعشوق في نهايته
قال الله تبارك وتعالى:أرأيت من إتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا:
سورة الفرقان43

-ومن أسباب تفشي هذا الداء العضال وسائل الإعلام المنحرفة التي تبث القصص والروايات الغرامية فتوقع بمشاهديها في حبال ومكائد الأحلام والأمر الخيال.

ولعلي أذكر هنا مقولة جاء فيها :الحــــــــــــــــــب أعمى
صحيح هذا إذ أن مرحلة التعلق والعلاقات القوية تستر العيوب وتتجاهلها ويصبح كل طرف يرى الآخر في قمة الجمال والتميز و يضحى شغله الشاغل لا يفكر إلا به و لا يشتاق إلا إليه ومن نسي الله أنساه مصلحة نفسه

قال صلى الله عليه وسلم:من تعلق شيئا وكل إليه:رواه أحمد والنسائي
وقد نرى أن هؤلاء سعداء جدا لكن لا والله فهم الأشقى والوصف لا يقيس حالهم إلا بهذه الأبيات:

وما في الأرض أشقى من محب
وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حيـــــــــــــن
مخافة فرقة أو لإشتيــــاق
فيبكي إن نأوا شوقا إليهــــــم
ويبكـــي إن دنوا حذر الفراق

وكــــــــــــــــل ما ينجر عن هذا العبث يتصدره إرتكاب
الفواحـــــــــــــش كالزنا واللواط والسحاق .

ومن أحب لغير الله لا يحصد إلا تبعات خاسرة في الدنيا والآخرة,وقد وصل الأمر بهم إلى الشرك والعياذ بالله فقد قال أحد الشعراء الغاوين يصف محبوبته:
وصلك أشهى إلى فؤادي من رحمة الخالق الجليل
ولعلي ولختم هذا الطرح وطي هذه الصفحة أقول

-إن السعادة العضمى والطمأنينة لا نجدها إلا في حب الله والأنس به والشوق إلى لقائه والرضى به وعنه
فيـــا حسرة المحب الذي باع نفسه لغير الحبيب الأول بثمن بخس وشهوة ماضية ذهبت لذتها وركنت تبعتها وإنقضت نشوتها وكبرت فجوتها والبعد عن ماهو حق
-كيف لنا أن نترك الإستقرار ونهيم في بحر الإنتظار ودون مرور القطار لأخذنا من الليل إلى النهار

هذا ما جادت به قريحتي وما علمني إياه الشارع الحكيم فإن أصبت فذاك هو الحق والحق هو الله وإن إخطأت فمن نفسي والشيطان

وسطى ,هدوء الورد ,معالي معجبون بهذا